الاثنين، 19 أكتوبر 2009


لالش
معبد لالش في واد من جبال الهكارية شمال مدينة عين سفني (عين سفينة النبي نوح حسب الأسطورة الأيزدية) وعين سفني مركز قضاء الشيخان الذي يبعد عن مدينة الموصل بـ 45 كم ويبعدلالش بدورة عن قضاء الشيخان بـ 12كم تقريباًَ . معبد لالش مزار الايزيديين الرئيس في كردستان العراق والعالم حيث يرقد فيه الكثير من الأولياء (الخاسين) والصالحين وفي مقدمتهم الشيخ عدي بن المسافر عليه السلام والشيخ حسن بن عدي الثاني والشيخ شمس ابن الامير يزدين وتنتشر في الوادي أماكن العبادة والعيون المقدسة .
هذا المكان المقدس الجميل تحدث عنه ووصفه الكثير من الرحالة والمستشرقين الأجانب اضافة الى العديد من الكتاب المحليين وفي الفترات الأخيرة تحدث عنه عدد من الايزديين وحاول البعض منهم البحث عن أصل تسمية لالش من الجانب اللغوي معتمداً على قواميس شتى بالكردية والعربية والفارسية ولغات اخرى وبحوث أخرى في كتب التاريخ عن معني ودلالة تسمية لالش ولالش النوراني وهل هناك علاقة بين (لكش) السومرية ولالش الايزديين . والحقيقة لست الان بصدد درج كل الأراء التي طرحت لتفسير تسمية لالش من حيث الجانب اللغوي والتاريخي بقدر ما سأكتفي بذكر اهمية ومكانة لالش حسب النصوص الدينية الايزدية والاعياد والعادات والطقوس لفهم الديانة الايزدية وحسب أحد النصوص الدينية الاساسية والمسماة (زبوني مكسور) أي (الناسك المصحوم) .
تظهر أهمية معبد لالش
ركب الهي السفينة
الهي وعشاقه الأربعة
طاف الجهات الأربعة
وقفوا في لالش وقالوا :
حقاً هذا هو الدار
* * * *
بعد اربعين سنة عداً
لم تتماسك الارض أبداً
الى أن امتزجت مع لالش بنزولها
* * * *
عندما نزلت لالش
اخضرت على الارض النباتات
وتزين بها كل الكون
* * * *
ولما تزين الكون
امتزجت أربعة عناصر
التراب والماء والهواء والنار
وصنعوا منه قالب ادم
* * * *
من هذا النص الديني تظهر اهمية وقديسة لالش عند الايزديين حيث ان الله قال انها افضل مكان وانها ركن الكون مغموراً بالماء لم تتماسك الارض الا ان انزل الهي عليها لالش من السماء ,وبنزول لالش تزين الكون واخضرت الارض ومن التراب والماء والهواء والنار صنع الهي قالب جسد النبي ادم عليه السلام .
وحسب قصة الطوفان الايزدية
أن مياه الطوفان عندما غمرت الارض وغمرت لالش , الا ان عين الماء المقدسة في لالش وتحديداً العين البيضاء ينيوع الماء الذي يتعمد به كل ايزيدي لم تغمره مياه الطوفان وارتفعت هذه المياه البيضاء فوق مياه الطوفان .هكذا اتضح اهمية معبد لالش بالنسبة للايزدية حسب نصوصهم وقصصهم الدينية وساحاول تقديم وصف بسيط للمعبد الذي ترتفع في سماءه القباب البيضاء العالية وتغطي سفوح الوادي الذي يتفرع الى ثلاث وديان صغيرة لها اسماء خاصة اشجار معمرة ويبدو ان القباب في لالش هي طراز خاصة بالايزيديين من حيث تصميم والبناء , وتنبعث من المعبد رائحة البخور الزكية مختلطة مع روائح البناء القديم وماء العيون المقدسة ورائحة زيت السراج والقناديل , وأختتم هذا الحديث عن لالش بابيات من شعر (دلكوفان) حيث يتغني بجمال لالش واجوائها الروحية ......
فداك نفسي أتيتك لالش النور
أريح روحي في ظلال النبق والحور
خلعت حذائي تذللاً وتورعاً
كفعل موسي كليم الله في الطور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق