الخميس، 22 أكتوبر 2009

ضوء على دأسن

ما لاشك فيه ان تسمية الداسنية تطلق على الايزيدين وما زال جيرانهم المسيحيون يستخدمون هذه التسمية الى اليوم (دسنايي) ؛ ولكن ماذا تعني هذه التسمية من الناحية اللغوية اولا وبعد ذلك ماهو اقدم ذكر لها قي التاريخ ؟؟ وهل تذكر داسن في النصوص الدينية الخاصة بالايزديين ؟ لقد تناول معنى داسن اللغوي العديد من الباحثين وكانت النتائج التي تواصلوا اليها متابينة؛ ولاننا نريد ان نذكر الرأي الصحيح بخصوص (داسن) نكتفي بذكر ما نعتقده انه الرأي الاصواب. ويتلخص في ان (داسن) هي (دئيفة سنا) اي (عبادة الديو) وهنا لابد ان نعرف ماذا تعني (ديو)و(ديفا) وتحديدا قبل مجيء الزرادشتية لاننا حسب الفهم الزرادشتي هي (اله الشر) ومثلما يقول الاستاذ مسعود محمد (اخي انتم ماذا تطلقون على انفسكم من تسمية ؛ فأجبت يزيدي ؛ ايزيدي فقال الاستاذ مسعود : وصلنا لمربط الفرس ان اسم داسن اطلق عليكم لكي يتهمونكوم (بعبادة الشر) ولكي يحرضوا العوام على محاربتكم (1) واذا ما عرفنا بان هذه السلبية الصقها زرادشت زرادشت بتسمية ( الديو ) فما هي حقيقة ( الديو ) و (الديفا ) .انها تعني المعطي والمواهب (2) والمضىء المنور (3) ويطلق على قوى الخير او ارواح النور(دئيفا) (4) وتعني لفظة (ديو) حسب ما اكد لي الاستاذ بنيامين حداد اسم الله باليونانية (5) ولابد من الاشارة الى ان عبادة (ديفا) كانت منتشرة في الهند وايران القديمة قبل مجيء الزرادشتية بمئات السنين . وان (ديو) عند الايزديين تعني القوي والبطل والشجاع وهي ليست تسمية سيئة مثلما هي عند الزردشتيين . ولا ندري بالضبط ان كان طاووس هو ديفا وهكذا تحورت التسمية عبر الزمن .داسن في التاريخ :ان تسمية داسن ترد في الكتابات الاشورية وفي عدة مواقع وترد ايضا في كتابات المؤرخين العرب المسلمين وفي المصادر المسيحية وكتابات المستشرقين .... ولابد من ذكر نماذج من هذه الاشارات ففي كتاب مقدمة تاريخ الحضارات لــ (طه باقر) (6) يقول سنحاريب عند افتتاح مشروع خنس الاروائي (لاستكشاف المياه في الجبال (سدي) تجشمت عناء السفر وتسلقت الجبال حتى وصلت الى مدينة (الموناكيتي) فوجدت في راس العين (دور اشتار ) و (شيبانية ) و ( سولو ) مجاري فوسعت ينابيعها وجهلتها انهارا . وعند فوهة القناة التي حفرتها في اواسط جبل (تاس) نحت ست صور للالهة العظيمة سادتي ، واقمت امامها صورتي الملكية في وضع خشوعي ودونت هناك كل عمل حسن قمت به في صالح نينوى , وتركت كل ذلك لابنائي الملوك للمستقبل ) ... وان جبل تاس هو نفسه جبل داسن الذي تقع فيه قرية خنس وتوجد في وادي خنس منحوتة سنحاريب وهي ما زالت شاخصة الى اليوم . وقرية خنس تقع شمال الشيخان (عين سفني ) بـ (5) كليومترات تقريبا . ويرد في فتوح البلدان : لما ولى عمر بن الخطاب عتبة بن فرقد السلمى الموصل سنة عشرين قاتله اهل نينوى فأخذ حصنها ، الى ان يقول ووجد بالموصل ديارات فصالحه اهلها على الجزية ثم فتح المرج وقراه وارض باهدري وباعذري وجتون والحيانة والمعلة و (داسن ) (7) . اما المصادر الكنسية فتذكر (داسن ) لعدة مرات نكتفي بذكر ما جاء في (نظام الاحكام الكنيسية ) لــ (عبد يشوع الصوباي ) المتوفي عام 1318 ميلادية حيث يحدد المواقع المذكورة في القانون حسبما كانت مطروقة في زمانه فيقول (ان الكرسي الرابع هو كرسي اربيل وحزة واشور ... الى ان يقول و( داسن )(8) واذربيجان ويذكر المؤرخ التركي اوليا جلبي ان سناجق الموصل ستة بأضافة ايلة ( قرة داسني ) وهكذا يتضح لنا ان تسمية داسن قديمة وترد في الكثير من المصادر التاريخية . والحقيقة ان الاخ الكاتب احمد ملا خليل قد جمع عددا كبيرا من المصادر التي يرد ذكر (داسن) فيها ونشرها في وقت سابق باحدى المجلات .وأخيرا ان تسمية الداسنية تعني الايزدية ولكن لا بأس بأثارة السؤال الاتي هل ان التسميتين شيء واحد او ان احدهما سبقت الاخرى . ليكن هذا الموضوع لوقت اخر ولاباس ان نشير الى ان الكثير من المواقع والجبال سميت بأسماء الداسنيين الذين سكنوها . ورغم اني اعتقد ان ( الجلوة ) و (مصحف رش) الاصليتين غير موجودتان ولكن لاختتام الموضوع انقل من احدى نسخ(الجلوة) ما يرد بخصوص داسن حيث يقول : ( قلب الدنيا الارض (داسن) وقلب (داسن ) وادي لالش .المصادر :1- شيخان وشيخان به كي , تأليف خدر سليمان وسعدالله شيحاني – بغداد 1988 .2- اليزيدية – محمود الجندي .3- الالوهية في المعتقدات الوثنية – فاروق الدملوجي .4- ملا خليل شيخاني – مخطوط .5- بنيامين الحداد – باحث عراقي مخصص بالسريانية .6- مقدمة في تاريخ الحضارات – طه باقر .7- الوصل في العهدين الراشدي والاموي – عبد الموجود احمد سليمان .8- مجلة سومر جـ 1 , 2 المجلد الرابع والثلاثون في مقالة للاستاذ د . يوسف حبي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق